عام تقريبا مر على عرض الفيلم الفلسطيني «إن شئت كما في السماء» للمخرج إيليا سليمان في مهرجان كان السينمائي، وانتقل بعده لعدة مهرجانات ليصبح حاليًا متاحًا في مواقع متعددة دعما للمشاهدة المنزلية في الوقت الراهن مع (هاش تاغ خلك بالبيت). ويؤكد هذا الفيلم تحديدًا أن وقع مشاهدتك لأي فيلم قد يختلف حسب الظرف الذي تعيشه، فمن شاهد الفيلم وقت عرضه في مهرجان كان السينمائي خرج منه وهو يمدح بمخرج يستطيع دائما مفاجأتك والتأكيد على التميز والتفرد، ومن يشاهده اليوم سيتساءل هل كان سليمان يتنبأ بما سيحدث في العالم، خاصة مع وجود مشاهد الفراغ في مدن العالم كله وخلو الشوارع من الناس باستثناء عناصر الشرطة والجيش، وسيارات الإسعاف؟ لذلك وقع المشاهدة بهذا الوقت سيقربك أكثر على معناه، فأساس الحبكة يدور حول ماذا إذا تحول العالم إلى حالة تشبه فلسطين، من حظر تجوال واعتقالات عشوائية وعنصرية تكتشفها وأنت في المطارات؟
يثبت سليمان أنه دائما وأبدًا يغرد خارج السرب، ويقدم مدرسة مختلفة عن كل المدارس التي ينتمي لها مخرجون عرب، وبكل موضوعية هذا المخرج إذا وجب تصنيفه فهو يقارن بمخرجين عالميين مثل المخرج الفرنسي جاك تاتي. فسليمان هنا يعيش حنظلة يراقب كل ما حوله وهو رابط يديه خلف ظهره، لكن الفرق أن وجهه يحضر، عكس حنظلة، الذي ابتدعه الراحل ناجي العلي وبات رمزًا للقضية الفلسطينية، سينقلك سليمان في تفاصيل مشهدية لتعيش معه حيرته التي لا تفارق وجهه، فهو الصامت دائما في أفلامه، ويكتفي بتعابير الوجه التي دائما ما يرافقها التعجب والدهشة، ستضحك كثيرا في هذا الفيلم، فحس الكوميديا جزء أصيل في حكايته، الكوميديا التي تجعلك تفكر بعد سماع صوت قهقهتك، لتشعر أحيانا بالذنب لأنك أطلقتها، سليمان الذي قال «أنا من الناصرة»، في جوابه لسائق سيارة أجرة أمريكي عندما سأله من أين أنت؟ وليكمل «فلسطيني» أوصل المراد من فيلمه، بعد رحلة تخبط بين مدن من حول العالم لا تقل في تخبطه وهو يحاول إيجاد منتج لفيلمه وهي بالفعل جزئية من الفيلم، هذا الممول الذي رفض دعم المشروع لأنه لم يشعر أنه يتحدث عن فلسطين بل هو يتحدث عن أي مكان في العالم، أراد سليمان أن يقول نحن أيضا جزء من العالم ولدينا حكايات تشبهه، فيلم بديع بكل ما تحمل الكلمة من معنى، يبدأ مع طقس مسيحي خالص كوميدي بامتياز ويمر بكاركترات تشعر أنها فضائية أحيانا، ويجسد معنى اختلاف المطاردات بين المدن، مجموعة تطارد شابا في شوارع الناصرة، ورجال شرطة آخرون يطاردون شابة فلسطينية ترتدي جناحي ملاك في حديقة، وثمة من يحمل وردة تطارده الشرطة في باريس، وغيرها من المشاهد الفانتازية، لتنتهي جولاته بين مدن العالم بقرار سليمان عودته مرة أخرى إلى الناصرة، وهذه بحد ذاتها رسالة عن الفلسطينيين المنسيين هناك.. هذا من جهة، ومن جهة أخرى هو خلال تواجده هناك نقل المشاكل الداخلية بحضرة الاحتلال لتكون الصورة كاملة، لكن بطريقته الخاصة، وأنهى حكايته كلها بمشهد شديد الوضوح عبر مكان تصدح منه أغنية يوري مرقدي «عربي أنا» يتراقص عليها مجموعة الشابات والشباب، ففي المحصلة سليمان في هذا الفيلم أراد لحنظلة أن يدير ظهره وقرر أن يكون هو وجهه مهما كانت النتيجة والحقيقة.
يثبت سليمان أنه دائما وأبدًا يغرد خارج السرب، ويقدم مدرسة مختلفة عن كل المدارس التي ينتمي لها مخرجون عرب، وبكل موضوعية هذا المخرج إذا وجب تصنيفه فهو يقارن بمخرجين عالميين مثل المخرج الفرنسي جاك تاتي. فسليمان هنا يعيش حنظلة يراقب كل ما حوله وهو رابط يديه خلف ظهره، لكن الفرق أن وجهه يحضر، عكس حنظلة، الذي ابتدعه الراحل ناجي العلي وبات رمزًا للقضية الفلسطينية، سينقلك سليمان في تفاصيل مشهدية لتعيش معه حيرته التي لا تفارق وجهه، فهو الصامت دائما في أفلامه، ويكتفي بتعابير الوجه التي دائما ما يرافقها التعجب والدهشة، ستضحك كثيرا في هذا الفيلم، فحس الكوميديا جزء أصيل في حكايته، الكوميديا التي تجعلك تفكر بعد سماع صوت قهقهتك، لتشعر أحيانا بالذنب لأنك أطلقتها، سليمان الذي قال «أنا من الناصرة»، في جوابه لسائق سيارة أجرة أمريكي عندما سأله من أين أنت؟ وليكمل «فلسطيني» أوصل المراد من فيلمه، بعد رحلة تخبط بين مدن من حول العالم لا تقل في تخبطه وهو يحاول إيجاد منتج لفيلمه وهي بالفعل جزئية من الفيلم، هذا الممول الذي رفض دعم المشروع لأنه لم يشعر أنه يتحدث عن فلسطين بل هو يتحدث عن أي مكان في العالم، أراد سليمان أن يقول نحن أيضا جزء من العالم ولدينا حكايات تشبهه، فيلم بديع بكل ما تحمل الكلمة من معنى، يبدأ مع طقس مسيحي خالص كوميدي بامتياز ويمر بكاركترات تشعر أنها فضائية أحيانا، ويجسد معنى اختلاف المطاردات بين المدن، مجموعة تطارد شابا في شوارع الناصرة، ورجال شرطة آخرون يطاردون شابة فلسطينية ترتدي جناحي ملاك في حديقة، وثمة من يحمل وردة تطارده الشرطة في باريس، وغيرها من المشاهد الفانتازية، لتنتهي جولاته بين مدن العالم بقرار سليمان عودته مرة أخرى إلى الناصرة، وهذه بحد ذاتها رسالة عن الفلسطينيين المنسيين هناك.. هذا من جهة، ومن جهة أخرى هو خلال تواجده هناك نقل المشاكل الداخلية بحضرة الاحتلال لتكون الصورة كاملة، لكن بطريقته الخاصة، وأنهى حكايته كلها بمشهد شديد الوضوح عبر مكان تصدح منه أغنية يوري مرقدي «عربي أنا» يتراقص عليها مجموعة الشابات والشباب، ففي المحصلة سليمان في هذا الفيلم أراد لحنظلة أن يدير ظهره وقرر أن يكون هو وجهه مهما كانت النتيجة والحقيقة.